الشلل الدماغي
ما هو الشلل الدماغي :
هو عبارة عن مجموعة من الاختلالات والاعراض غير الطبيعية في الحركة , الوقفة او التنسيق المترابط في الحركات وقد يكون مصحوبا بانخفاض في معدل الذكاء او التطور العصبي للدماغ . هذه الاعراض ناتجة عن اصابة وتدمير لأنسجة الدماغ وهو لايزال في مرحلة التطور والتكوين وبشكل اساسي قشرة الدماغ المسؤولة عن المراكز الحركية في الدماغ مما ينتج عنه مشكلة في الاشارات العصبية بين الدماغ والعضلات . واعتمادا على درجة او مستوى الضرر الذي حصل في الدماغ وبالاعتماد على أي منطقة من الدماغ قد تعرضت للضرر فان بعض الاشخاص قد يعانون من تأثير واعراض شديدة والبعض قد لا يكون لديه سوى اعراض طفيفة . تسجل سنويا ما يقارب 2000 حالة من الاطفال المصابين بالشلل الدماغي من مختلف المستويات الاجتماعية , ومن مختلف الاعراق . وفي بعض الحالات فان الاطفال الذين يعانون من شلل دماغي يعانون من اعراض اخرى لها علاقة باضطرابات تطور ونمو الدماغ مثل مشاكل في النظر او السمع او شحنات دماغية زائدة .
اسباب حدوث الشلل الدماغي :
في عام 1860 م اكتشف الجراح الانجليزي (وليام ليتل ) ما يسمى بالشل الدماغي وفي وقتها وضع احتمالية حصول اختناق اثناء الولادة كسبب رئيسي لحدوثه . ولكن في عام 1897 اثبت اخصائي الاعصاب سيجموند فرويد , ما يثبت عكس ذلك وهو ان الصعوبات والمشاكل التي تحدث اثناء الولادة هي مجرد عرض ناتج عن وجود خلل في تطور ونمو الجنين اثناء الحمل . يعتقد معظم الناس اعتقادا خاطئا ان الشلل الدماغي ناتج عن مشاكل تحدث فقط اثناء الولادة .ولكن في الواقع مشاكل الولادة لا تسبب سوى اقل من 10% من جميع حالات الشلل الدماغي . وكما تم ذكره سابقا فان الشلل الدماغي ناتج عن اصابة الدماغ بضرر اثناء تطوره ونوه وذلك يشمل طيلة فترة الحمل , الولادة وحتى يصل عمر الطفل الى ثلاث سنوات , وفعليا فان العوامل المسببة للشلل الدماغي والتي تحدث خلال فترة الحمل وما قبل الولادة تشكل 80% من حالات الشلل الدماغي وذلك يشمل المشاكل الجينية , التشوهات الخلقية او الالتهابات التي تصيب الام الحامل مثل الحصبة الالمانية . -الولادة المبكرة تعتبر ايضا من الاسباب المهمة لحصول الشلل الدماغي فان 40-50% من الاطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي قد ولدوا ولادة مبكرة , اذ يعتبر الاطفال المولودين ولادة مبكرة عرضة اكثر من غيرهم للإصابة بالشلل الدماغي وذلك لان اعضاء الجنين لم تكتمل وظيفيا مما يجعلها اقل قدرة على تحمل أي نقص في مستوى الاكسجين ويعرض الدماغ لضرر اكبر , بالإضافة الى ان المولودين مبكرا يعانون عادة من وزن قليل عند الولادة (اقل من 2 كغ ) وهو من العوامل التي تعرض الجنين لخطر اكبر للإصابة بالشلل الدماغي .ولنفس هذا السبب فان التوأم معرضين اكثر من غيرهم .
-الامراض والالتهابات التي تصيب الام الحامل :
فهي تزيد من خطر عرضة الجنين للإصابة بالشلل الدماغي , وذلك بسبب افراز مواد كيماوية معينة تسمى سايتوكاين (cytokines) كجزء من رد فعل الجسم للالتهاب ولكن هذه المواد تعتبر سامة لأنسجة الدماغ .
ويمكن تلخيص الاسباب المؤدية للشلل كالتالي :
• العوامل التي تحصل قبل الولادة ( اثناء الحمل):
1- الطفرات العشوائية التي تحدث في الجينات المسؤولة عن تطور الدماغ .
2- التهابات الام الحامل مثل ( الحصبة الالمانية ,الجدري .....).
3- الالتهابات التي تصيب الجنين داخل الرحم.
4- التعرض للإشعاعات.
5- التوائم.
6- وضعية الجنين المقعدي.
العوامل اثناء الولادة :
1- الولادة المبكرة.
2-الاختناق اثناء الولادة .
العوامل ما بعد الولادة :
1-ارتفاع نسبة الصفار (اليرقان ).
2- التهاب السحايا .
3-التسم بالرصاص .
4-الاختناق بأجسام غريبة مثل الالعاب , الغرق ,الطعام .
لسوء الحظ , في معظم الحالات لا يستطيع الطبيب اعطاء الاهل سبب واضح للإصابة التي حدثت لأنسجة الدماغ وقد يكون هناك اسباب متعددة
الاعراض :
تختلف الاعراض كثيرا فقد تكون واضحة مباشرة بعد الولادة او قد تحتاج لأشهر عديدة حتى بعد الولادة لتصبح واضحة وقد تكون مقتصرة للجزء الايمن او الايسر وقد تشمل الاعراض جميع اجزاء الجسم .
ولكن بغض النظر عن ذلك فان جميع انواع الشلل الدماغي تتسم بوجود ضعف في قوة العضلة او ردود افعالها او مشاكل في التنسيق ما بين العضلات :
1- اختلافات في قوة العضلة اما ان تكون مشدودة جدا او متشنجة او ضعيفة لدرجة الارتخاء
2- عضلات متشنجة وزيادة في رد فعل العضلة (الشلل التشنجي )
3- عضلات متشنجة مع ردود فعل طبيعية للعضلة (الصلابة)
4- ضعف في التنسيق بين العضلات او القيام بحركات تتطلب الدقة
5- حركات لا ارداية في العضلات او رعشة بسيطة
6- تفضيل استخدام جهة واحدة من الجسم مثل اللعب باستخدام يد واحدة او سحب القدم خلال الزحف او المشي.
7- التأخر في تطور المهارات العضلية لدى الطفل بالنسبة الى عمره مثل التأخر في الجلوس بدون مساعدة او الزحف .
8- صعوبة في المشي , المشي على رؤوس الاصابع ,مشية المقص
9- صعوبة في المص او الرضاعة , سيلان اللعاب بشكل زائد
10- تأخر في تطور مهارات الكلام والتحدث
انواع الشلل الدماغي:
1- الشلل التشنجي
وهو من اكثر انواع الشلل الدماغي ويشكل نسبة 80%من الحالات ويمتاز بوجود عضلات مشدودة ومتشنجة .
وهو من اسهل الانواع التي يستطيع المريض التحكم بها والتعامل معها.
تشنج العضلات المستمر يؤدي الى شعور مستمر بالألم والذي قد يؤدي مع مرور الوقت الى التهاب في المفاصل و الاربطة .
2- الشلل المترنح:
ويسمى هذا النوع بالمترنح لوجود ارتخاء في العضلات ورعشة لا ارادية وفي هذا النوع يكون الضرر الذي حدث لأنسجة الدماغ قد حصل في منطقة المخيخ وهو يشكل اقل من 10% من جميع حالات الشلل الدماغي ومن اهم النشاطات التي تتأثر بهذا النوع هي الكتابة , الطباعة , استعمال المقص واهم الوظائف المتأثرة هي التوازن .
3- الشلل الحركي:
وهو نوع مختلط ما بين النوعين السابقين , لذا نجد فيه تشنج وارتخاء في العضلات مع وجود حركات لا ارداية في العضلات .
المصابون بهذا النوع من الشلل يجدون صعوبة في تثبيت انفسهم في وضعية الجلوس او المشي ويتطلب الكثير من الجهد والتركيز لاستعمال اليد بحركة معينة مثل حك الانف , الامساك بالقلم .ارتفاع نسبة اليرقان (الصفار) في المولودين حديثا يعتبر سبب مهم لهذا النوع .
• العلاج
للأسف لا يوجد علاج للشلل الدماغي , او طرق معينة للوقاية منه ولكن هناك العديد من العلاجات التي تهدف للتقليل من الاعراض والاثار المترتبة على الإصابة بالشلل الدماغي .
وافضل النتائج تتم اذا بدأ العلاج في سن مبكرة فالدماغ حتى سن 8 سنوات لديه القدرة على التغير في تطوره واعادة ترتيب وارسال الاشارات العصبية للتعويض عن المنطقة المتأثرة .
وبناء على هذه التغيرات في انسجة الدماغ معظم الخبراء يوصون بأن يتم تقييم وضع الطفل ما بين 9-12 شهر من عمر الطفل .
1- الادوية
تهدف بشكل اساسي لتقليل درجة تشنج العضلات او علاج الالم واختيار الادوية يعتمد على طبيعة المشكلة .
ا- التشنج الموضعي
: حقن موضعي بمادة (البوتكس)Botox للعضلة المتشنجة , العصب او كلاهما .
ب- التشنج العام :
يتم فيه اعطاء ادوية عن طريق الفم مثلا (DIAZEPAM, BACLOFEN) او قد يتم وضع مضخة في عملية جراحية تحت الجلد في منطقة البطن والتي تقوم بضخ مادة (BACLOFEN)التي تعتبر مادة تساعد على ارتخاء العضلات .
2- العلاج الطبيعي :
القيام بتمارين وتدريبات تساعد على تقوية العضلات وزيادة مرونتها, تعليم الطفل التوازن, كل هذا يساعد على تحسين حركة العضلات.
3- العلاج الوظيفي :
يشجع هذا النوع من العلاج الطفل على الاعتماد على نفسه في القيام بالوظائف الروتينية اليومية والانشطة في المدرسة او المنزل .
4- علاج النطق:
يساعد على تحسين قدرة الطفل على الكلام بوضوح او تسهيل عملية التواصل مع الناس باستخدام وسائل اخرى في حال عدم القدرة على الكلام .
5- العلاج الجراحي:
> ويتضمن واحد او اكثر من الاجراءات التالية :
ارخاء العضلات المشدودة او المفصل الثابت من التشنج وذلك عن طريق قطع الاوتار او الاعصاب المغذية للعضلة .
زرع مضخة لدواء يساعد على ارتخاء العضلات ويتم زرع هذه المضخة تحت الجلد في منطقة البطن .
استقامة الانحناءات والالتواءات غير الطبيعية في العظام الطويلة ويتم في هذه العملية كسر العظام وتقييمها بالوضع الصحيح لها.
قطع الاعصاب المغذية للأطرافالمتأثرة بشدة بالتشنج والتي قد تعيق حركة الطفل.
الدكتور نجيب ليوس F.R.C.O.G
مستشار أمراض وجراحة النساء والولادة والعقم