الأورام الليفية الرحمية، أنواعها، سماتها السريرية، أسبابها، التشخيص، علاجها وخيارات العلاج
ما هي ألياف الرحم ؟
هي أورام تنشأ من خلايا العضلات الملساء أو من الأنسجة الضامّة الليفيّة، وهي أورام حميدة لا يُمكن أن تتحوَّل إلى خلايا سرطانيّة يختلف حجمها وقد يكون ورم ليفي واحد او اكثر من ورم, وتنمو بشكل غير منتظم وتكون محاطة بطبقة سميكة من الألياف لذلك سمي المرض بتليف الرحم.
ما هي اعراض ألياف الرحم ؟
نزيف اثناء الدورة
دورة شهرية مدتها أكثر من أسبوع.
ألم أو ضغط في منطقة الحوض.
تبول متكرر أو صعوبة عند محاولة التبول
يعد النزيف الرحمي من أكثر المشاكل النسائية التي تثير قلق السيدات وتؤثر على مجرى حياتهم وهو يرتبط بأسباب ومشاكل مرضية عديدة أهمها الألياف الرحمية وهي أورام حميدة تصيب ما نسبته 30% من الإناث ومعظمها لا يسبب أي أعراض ولا يحتاج إلى أي علاج إذا كانت هذه الألياف تنمو بسرعة أو أن نموها يجعلها تكبر إلى درجة تؤثر على الأعضاء المجاورة كالمثانة البولية، أو أن تتعارض مع الإنجاب أو أن تكون سبباً في نزيف رحمي غير طبيعي، ففي هذه الحالات لا بد من التدخل الطبي.
وتصنيف الألياف حسب موقعها في الرحم – والذي بدوره يؤثر على الأعراض وكيفية العلاج - : -
- ألياف تقع في داخل التجويف الرحمي وتسبب نزيفاً مهبلياً في الفترة ما بين الدورة الشهرية والفترة التي تليها كما يصاحبها ألم حاد. ومن حسن الحظ أن هذه النوعية من الألياف يمكن إزالتها بواسطة المنظار الرحمي من خلال عنق الرحم وبدون الجراحة عن طريق البطن.
- ألياف يقع جزء منها داخل تجويف الرحم والجزء الآخر في جدار الرحم وتتسبب في جعل الدم المفقود خلال الدورة الشهرية كثيفاً وغزيراً ويصاحبه نزيف مهبلي ما بين الدورة الشهرية والفترة التي تليها ، وهذا النوع من الألياف يمكن إزالته أيضا بواسطة المنظار الرحمي.
- ألياف تقع في داخل جدار الرحم وهي متراوحة في أحجامها فقد تكون صغيرة إلى درجة لا ترى فيها بالعين المجردة أو كبيرة بحجم حبة الجريب فروت والأخيرة هي التي تصحبها أعراض مرضية ، وهناك عدة طرق لعلاج هذا النوع من الألياف إلا أن معظمها لا يحتاج لأي علاج .
- ألياف تقع خارج جدار الرحم أو تكون متصلة بالرحم وهذه لا تحتاج إلى علاج إذا كبر حجمها، وقد تؤدي إلى حدوث الألم إذا حدث التواء في العنق المتصل مع الرحم، إلا أنها من أسهل الأنواع التي يمكن إزالتها بواسطة المنظار البطني .
تشخيص الألياف الرحمية :
يمكن تشخيص الألياف الرحمية بواسطة الفحص السريري الذي يعتمد على شكوى المريضة من حيث الأعراض التي تعاني منها ، والفحص من قبل الطبيب، إلا إن هذا النوع من التشخيص لا يمكن الاعتماد عليه خوفاً من اختلاط التشخيص بأمراض أخرى تشارك الألياف الرحمية بنفس الأعراض مثل مرض البطانة الرحمية الهاجرة أو أكياس المبيض ولهذا السبب يجب أن يجرى فحص بواسطة جهاز الالتراساوند (الموجات فوق الصوتية)، لكل مريضة تشكو من نزيف مهبلي أو آلام شديدة في البطن عند زيارتها الأولى للطبيب .
وفحص الالتراساوند المهبلي هو فحص سريع ويعطي معلومات دقيقة إلا أن ذلك يتطلب مهارة ومعرفة علمية بما هو طبيعي وما هو غير ذلك من قبل الطبيب المعالج، ومراقبة ذلك على جهاز الالتراساوند لإعطاء صورة أوضح ومعلومات أدق ولمنع أي التباس في التشخيص كما يمكن النظر في داخل الرحم بواسطة المنظار الرحمي.
هناك حالات تتشابه في تشخيصها مع الألياف الرحمية وأهمها كما ذكرنا سابقاً مرض البطانة الرحمية الهاجرة حيث تتداخل بطانة الرحم مع جدار الرحم مما يؤدي إلى زيادة في سماكة جدار الرحم وتضخم في الرحم وهذا يمكن ملاحظته من خلال فحص الالتراساوند في حين ترى الألياف كمناطق دائرية لها حدود واضحة، فقبل الانتقال للمرحلة العلاجية يجب أن يكون التشخيص قائماً على أساس من الثقة حيث تتحكم في العلاج عوامل منها : حجم الليف وموقعه من الرحم ومدى حدة الأعراض التي يسببها.
العلاج للالياف الرحمية: -
1- العلاج بالأدوية للالياف الرحمية :
لم يتوصل العلم الحديث إلى الآن لعلاج يؤدي إلى انكماش الليف واختفاءه حيث إن الأدوية المستخدمة هي للسيطرة على النزيف الرحمي بواسطة أدوية منع الحمل، بالإضافة أي أدوية تؤدي إلى حدوث حالة من سن اليأس الكيميائي بخفض مستوى هرمون الاستروجين إذ أن حجم الألياف في هذه الحالة يضمحل ولكنه سرعان ما يعود للوضع الذي كان عليه عند التوقف عن اخذ الدواء .
2- العلاج الجراحي للالياف الرحمية :
كما ذكرنا سابقاً فانه من الممكن إزالة الألياف بواسطة التنظير الرحمي كما هو الحال في الألياف التي تقع في تجويف الرحم والألياف التي يقع جزء منها في داخل تجويف الرحم والجزء الآخر في جدار الرحم، أما الألياف التي توجد في داخل جدار الرحم فانه من الصعب إزالتها عن طريق عنق الرحم لذلك يلجأ فيها للخيارات التالية:
1-استئصال الرحم :
وهي الطريقة الوحيدة التي يضمن بها الجراح إنهاء المشكلة من جذوها وعدم عودتها ، إلا انه الخيار الأصعب على السيدة المريضة لتأثيرها على شعورها بأنوثتها من جهة وانقطاع الدورة الشهرية من جهة أخرى بالإضافة إلى عدم القدرة على الإنجاب ، لذلك أصبح استئصال الرحم هو الخيار الأخير .
2- استئصال الألياف الرحمية :
وكان السائد استئصال الألياف عن طريق عملية فتح البطن وشق الرحم ومن ثم استئصال الليف ، وهذا يسهل إزالة الألياف الرحمية الكبيرة، كما أن الجراح في هذا النوع من العمليات يستطيع تحسس الرحم وفحصه وبالتالي تحديد مكان الألياف التي تكون عميقة في داخل جدار الرحم ، إلا أن هذا النوع من الجراحة يستدعي قضاء المريضة وقتاً أكثر في المستشفى يصل إلى يومين أو ثلاثة أيام ، بالإضافة إلى الفترة التي تلزمها لاستعادة مقدرتها على العودة لمزاولة مهامها اليومية كما أن الجرح سيترك ندبة في المستقبل . كل هذه الأمور وغيرها تجعل المريضة تفكر كثيراً قبل اتخاذ القرار في إجراء عملية الجراحة .
لذلك درجت في الوقت الحاضر طريقة أحدث لإزالة الألياف وذلك عن طريق المنظار البطني وهو عبارة عن منظار يوضع في داخل تجويف البطن عن طريق فتحة صغيرة في الصرة، بالإضافة إلى ثلاث فتحات أخرى (صغيرة جداً) يتم إدخال الأدوات عن طريقها لاستئصال الألياف وهذه العملية تمكن المريضة من العودة لمزاولة حياتها اليومية خلال فترة قصيرة، كما إنها لا تستدعي الإقامة في المستشفى إلا ليوم واحد كحد أقصى. وهي اقل ألما من عملية فتح البطن، إلا أن إزالة الألياف الرحمية الصغيرة بالمنظار تحتاج لمجهود مضاعف من قبل الطبيب المعالج، كما تحتاج لمهارة عالية جداً وأدوات جراحية متطورة .
ويبقى القرار بيد الطبيب المعالج باختيار الطريقة إما عن طريق المنظار أو فتح البطن لان هناك عدة عوامل تؤخذ بعين الاعتبار، وعملة فتح البطن واستئصال الألياف تفضل في بعض الحالات الخاصة .
3- تدمير الألياف :
وتتلخص فكرة التدمير هذه بقطع التغذية الدموية عن الألياف بدلاً من استئصالها، وأول هذه الإجراءات استخدام المنظار البطني حيث يتم وضع جهاز ليزر أو جهاز كهربائي داخل الألياف لعمل كي للأوعية الدموية المغذية .
أما عن سلبيات هذه الطريقة فهي عدم إمكانية دراسة نسيج الليف لمعرفة كونه سرطانياً أو لا وهي أنواع نادرة جداً .
وعلاوة على ذلك فان هذا الأسلوب قد يؤدي إلى التصاقات داخل البطن كالتصاقات الأمعاء مع الرحم ولتي تتطور إلى مشاكل أخرى فيما بعد .
والاهم من كل ما سبق انه حالياً لا توجد أي دراسات دقيقة وقيمة لمعرفة نتائج هذه العملية على المدى البعيد .
فيديو استئصال ليف رحمي بواسطة المنظار الرحمي
أما الطريقة الثانية في تدمير الألياف فهي تجلط الشريان الرحمي وهذه أحدث الطرق في علاج الألياف حيث يتم إدخال أنبوب صغير داخل أحد شرايين الحوض ويتم تحريكه حتى يصل إلى الشريان المغذي لليف ومن ثم يتم حق سدادات صغيرة من خلال الأنبوب حتى يحدث انسداد في الشريان وبالتالي انكماش الليف ، ويصاحب ذلك آلام في البطن مما يستدعي استخدام بعض المسكنات. وباستخدام هذه الطريقة المتطورة فانه يمكن الاستغناء عن الاستئصال الجراحي للألياف إلا انه –وكما ذكرنا سابقاً- لن يكون بالإمكان دراسة أنسجة الليف بالمختبر لاستبعاد الخطر السرطاني .
وفي النهاية تبقى مهارة الطبيب المعالج وخبرته صاحبة الدور الأساسي في اتخذا القرار حول الأسلوب الأصح والأسلم والأكثر ملائمة لمريضته .
الالياف والحمل
وجود الالياف في الجهاز التناسلي الأنثوي يؤثر سلبا على الاخصاب والحمل كالاتي:
- احداث خلل في شكل الرحم مما يؤثر سلبا على قدرة الحيوانات المنوية من حيث الدخول الى الرحم او قناتي فالوب مما يقلل فرصة التقاء البويضة والحيوانات المنوية
- احداث تغيير في بطانة الرحم من حيث الحجم كمية الدم التي قد تصل الى البطانة مما قد يسبب صعوبة في انزراع البويضة المخصبة او تطور الجنين في حالة حدوث الحمل
- يمكن ان تقلل من فاعلية علاجات العقم والخصوبة
- بعض المضاعفات المتوقعة بعد حدوث الحمل :
أ. الاجهاضات المتكررة والولادة المبكرة
ب. اصابة الحامل بنزيف
ج. عسر الولادة او الولادة المتعرقلة
د. التأثير على الجنين
لذلك يرجى من جميع السيدات اللواتي يبحثن او يحاولن الانجاب مراجعة الطبيب للتأكد من وجود الياف رحمية تجنبا لحدوث المضاعفات قبل الحمل او أثناء الحمل والولادة
اسئلة شائعه :
متى يجب ازالة الياف الرحم؟ كيف اعرف ان عندي ورم ليفي في الرحم؟
عندما يكبر حجم الليف ب صورة ملحوظه خلال فترة زمنية قصيرة (يتم الاستئصال لاستبعاد وجود تغيرات سرطانية في الليف), او عندما يكون هناك اعراض بسبب الالياف (مثل غزارة الدورة او ضغط على الامعاء او المثانة, او الام حادة في الدورة الشهرية, او الام شديدة اثناء الجماع, او وجود ضغط اسفل البطن)
هل يمكن التخلص من الورم الليفي بدون جراحة؟ هل ينزل الورم الليفي مع الدوره؟
يمكن التخلص من الورم الليفي من خلال حقن مادة في الشريان المغذي للالياف و ذلك بهدف قطع التروية الدموية عن الليف مما يؤدي لاضمحلاله تدريجيا
لا ينزل الليف مع الدورة الشهرية
هل يظهر تليف الرحم في السونار؟
نعم يتم تشخيصه على السونار اذا كان الفاحص شخص ذو خبرة باستخدام جهاز السونار
هل الياف الرحم تسبب الم؟ هل الورم الليفي يؤثر على العلاقة الزوجية؟
نعم, قد تسبب الم شديد خلال الدورة الشهرية او اثناء الجماع او بسبب الضغط على الاعضاء المحيطة
هل الورم الليفي يمنع حدوث الحمل؟
قد يؤثر الورم الليفي على القدرة الانجابية اذا كان قريب من بطانة الرحم (قريبا من حجرة الرحم) او اذا كان سبب في اغلاق قنوات فالوب
هل يجب ازالة الورم الليفي في الرحم؟
حسب الحجم و الموقع و الاعراض, من الممكن ان تتم متابعته كل 4-6 اشهر او ان تتم ازالته
هل حبوب منع الحمل تعالج الورم الليفي؟
لا تعالجه ولكنها قد تخفف بعض الاعراض الناتجة عن وجود الورم الليفي مثل غزارة الدورة الشهرية
على ماذا تتغذى الاورام الليفية؟
هناك شريان دموي مغذي للاورام الليفية و كل ليف له شريان مغذي
هل الياف الرحم تؤثر على الظهر؟ هل الورم الليفي يسبب مغص؟
قد تؤدي الى الام اسفل البطن و الظهر
هل يزول الورم الليفي بعد انقطاع الدورة؟
الالياف تزداد حجما بسبب هرمونات المبايض و عند انقطاع الدورة (فقدان هرمونات المبايض) تضمحل تدريجيا و يصغر حجمها بشكل ملحوظ
كم حجم تليف الرحم؟
يتفاوت حجم الالياف الرحمية, بعضها قد يكون صغير جدا بحجم اقل من 1 سم و البعض الاخر قد يصل حجم مماثل للحمل في الشهر التاسع (قد يصل الحجاب الحاجز)
هل من ممكن أن يتحول الورم الليفي الى ورم خبيث؟
هذا احتمال ضئيل ولكنه وارد
كيف اقضي على الورم الليفي؟
اما جراحيا او من خلال قطع التروية الدموية او الهرمونية عن الليف
هل عملية ازالة الياف الرحم خطيرة؟ كم تستغرق عملية ازالة الورم الليفي؟
هي ليست عملية خطيرة ولكن قد يحدث نزيف حاد يؤدي الى الحاجة الى نقل الدم او استئصال الرحم, في الايدي الخبيرة مثل د.نجيب تكون العملية سهلة و باقل المضاعفات, تتراوح مدة العملية ما بين ساعة الى ساعتين حسب عدد الالياف و حجمها
هل يعود تليف الرحم بعد استئصاله؟
نعم هذا ممكن
هل الزنجبيل يعالج الورم الليفي؟ هل فيتامين دال يعالج الورم الليفي؟
لم يتم اجراء دراسات في هذا الجانب
هل الورم الليفي يسبب احتباس البول؟
اذا سبب ضغط على عنق المثانة من الممكن ان يؤدي لاحتباس البول
هل الورم الليفي يؤثر على التبويض؟
لا يؤثر
هل استئصال الرحم يؤثر على العلاقة الزوجية؟
في بعض الاحيان قد يؤدي استئصال الرحم الى حدوث قصر في طول المهبل مما يؤثر على العلاقة الجنسية, لكن في الايدي الخبيرة يتم الحفاظ على طول عنق الرحم
متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية استئصال الورم الليفي؟
بعد شهر
هل الاورام الليفية تسبب زيادة الوزن؟
لا تسبب زيادة بشكل ملحوظ في الوزن
هل من الممكن التعايش مع الورم الليفي؟
اذا لم يكن هناك اعراض من الممكن التعايش معه و متابعته بصورة منتظمه على السونار كل 4-6 اشهر
هل ينتشر الورم الليفي؟
لا, لان الالياف حميدة
هل الورم الليفي يسبب رائحة كريهة؟
لا, لانه داخلي و ليس خارجي
ما هي الحالات التي يتم فيها استئصال الرحم لعلاج الالياف؟
اذا كانت الالياف متعددة و السيدة غير راغبة بالحفاظ على القدرة الانجابية, او اذا حدث نزيف شديد اثناء عملية استئصال الالياف, او اذا كان هناك اشتباه بوجود تغيرات سرطانية في الليف
ما هي اسباب الاورام الليفية؟
ليس هناك سبب محدد, لكنه اكثر شيوعا عند الاشخاص السمينين او ذو البشرة الداكنة و هناك عامل وراثي في العائلات
الدكتور نجيب ليوس F.R.C.O.G
مستشار أمراض وجراحة النساء والولادة والعقم